فارقتُ مكة والأقدارُ تُقحِمُني ولي فؤادٌ بها ثاوٍ مَدى الزَّمنِ فارقتُها لا رضى ً منِّي وقد شهدَتْ بذلك أملاك ذاك الحجر والركن فارقتُها وبودِّي إذ فَرَقتُ بها لو كان قد فارقت روحي بها بدني
ابن معصوم المدني
صَبَّحْتُها والخيرُ في أسمائها مسَّيتُهَا والنورُ ملءُ سمائهَا حَيَّيتُهَا بجلالِهَا وكمالِهَا وبِمِيمِهَا وبِكَافِهَا وبِهَائِهَا وغمرتُ نفسي في أقاصي ليلِهَا فخرجتُ مبتلاً بفيضِ بَهائهَا وطَرَقْتُ ساحاتِ النَّوى حتّى ظَمِئْتُ إلى ثُمالاتِ الهوى فَسَقَيتُ رُوحي سلسبيلاً مِنْ مَنَابعِ مائِهَا وَنَقَشْتُ إسْمِي في سواد ثيابِهَا وغَسَلْتُ وجهي في بياضِ حيائِهَا وكتبتُ شَعْرِي عندَ مسجدِ جِنِّهَا وقرأتُ وِرْدِي قُرْبَ غارِ حِرَائهَا
محمد الثبيتي
دعوني، بأهدابي، وبالدَّمع يَهْمِلُ وب الحبِّ من قلبي المتيَّم، أَغسِلُ دعوني بخدِّي أمْسَحُ الأرض إنني أرى مسحَها بالخدِّ مَجْداً يُؤثَّلُ هنا الكونُ، إني أبصر الكونَ ها هنا كنقطةِ ضَوْءٍ في الشرايين تُشْعَلُ هنا أُبصِرُ الآفاقَ من حولِ مُهجتي خيوطاً من الأشواقِ والحبِّ تُفْتَلُ هنا تصغر الدنيا، هنا يَقْصُر المدى هنا كلُّ ما نرجو من الخير يُقْبِلُ هنا أصبح التاريخُ في حَجْمِ مقلتي أقلِّبهُ في راحتيَّ، وأَحْمِلُ يحدِّثُ أخبارَ الزمانِ الذي مضى فيُوجِزُ أحيانا وحينا يفصِّلُ دعوني أُصَافحْ ها هنا كفَّ عزَّتي وأروي رواياتِ الشموخِ وأُرْسِلُ دعوني أقلِّبْ ها هنا دفتر المدى ففيه من الآياتِ ما سوفَ يُذْهِلُ هنا كان (إبراهيمُ) كانَ هُنا (ابنُه) بكفَّيْهما يعلو البناءُ ويكْمُلُ وكان هنا خيرُ البرايا محمدٌ يناجي وفي ثَوْبِ التعبُّدِ يَرْفُلُ هنا انسكبتْ أَنْوارُ خيرٍ ورحمةٍ وطابَ مقامٌ للمحبِّ ومَنْزِلُ فضاء فسيحٌ طِرْتُ فيه محلِّقاً أصلِّي إلى كلِّ الجهاتِ وأَقْبِلُ
عبد الرحمن العشماوي
أفعل لمكة شيئاً تشكر عليه وتُؤُجَر فالمرء حيّاً ومَيْتا بفعله سوف يذكر والخير في كل أرض بالطيّبات يُسطّر لكنه في رباها أبقى وأزكى وأكبر
ابراهيم أمين فودة
فارقتُ مكة والأقدارُ تُقحِمُني ولي فؤادٌ بها ثاوٍ مَدى الزَّمنِ فارقتُها لا رضى ً منِّي وقد شهدَتْ بذلك أملاك ذاك الحجر والركن فارقتُها وبودِّي إذ فَرَقتُ بها لو كان قد فارقت روحي بها بدني
ابن معصوم المدني